حامل الرسالة
عدد المساهمات : 48 تاريخ التسجيل : 07/06/2010
| موضوع: كن قوياً ... ولاتغضب الثلاثاء يونيو 08, 2010 3:52 pm | |
|
كثيراً ما نجلس مع أنفسنا ونحدثها بعد يوم طويل فأحياناً نمدحها وكثيراً ما نعاتبها .. لما فعلت هذا ؟ .. ليتني لم أحدثه بهذا الشكل .. كيف أرفع صوتي عليه إنه أكبر مني ؟ لماذا أطلقها إنها زوجتي الحنون ؟كلها علامات للندم على أمور أحدثناها أثناء انفعالنا وغضبنا ، فإذا ما أعدنا النظر في الأسباب التي دفعتنا إلى الغضب فسنجدها نحصر في عدة نقاط رئيسية أهمها :- الكبر والعجب : فعندما يحدثنا أحدهم بأسلوب جاف وفيه إساءة تبدأ نوازع الكبر والعجب في الظهور ، ونأخذ في ترديد : " كيف يتحدث معي بهذه الطريقة .. ألا يعلم من أنا ؟؟- عدم إدراك عواقب الأمور ، فنتيجة للانفعال والغضب قد نفعل أشياء ذات عواقب وخيمة ونتخذ قرارات قد تؤثر على مسار حياتنا ، فالغضب يجعلنا نتصرف بشكل عشوائي ولا إرادي .- عدم القدرة على التحكم في مشاعرنا وانفعالاتنا : وهذا يحتم علينا أن نعرف كيف يحدث الشعور أو الإحساس وكيف يتطور حتى يصبح انفعالاً كيف نغالب سرعة الانفعال ؟؟وحتى نتغلب على سرعة الانفعال لابد أولاً أن نعرف كيف نصل إلى مرحلة الانفعال نفسها ، وهذا يمكن بيانه بافتراض نموذج مكون من شخصين .. ليكن زوجاً وزوجة :- بداية يبدأ عقل الزوجة في استقبال رسالة من العالم الخارجي مفادها أن هناك صوتاً مرتفعاً هذا الصوت هو صوت الزوج .- يبدأ عقل الزوجة بعدها في تحليل الموقف عن طريق التحدث إلى الذات فيحدث حوار صامت بين الزوجة ونفسها مفاده : لماذا يرفع صوته بهذه الطريقة ؟ لابد أن أعلم ماذا يحدث .- تبدأ المشاعر في الظهور وتبدأ آثارها في الوضوح ، وهي احمرار في الوجه مع ظهور بوادر القلق والتوتر .- في هذه اللحظة يصبح أمام الزوجة خياران الأول إما أن تتحكم في مشاعرها وتنتظر في صمت حتى يهدا الموقف وتفهم ماذا حدث بعد هدوء الزوج من انفعاله او تقع في دائرة الغضب وترد الصاع صاعين .وحتى نقوم بالسيطرة على هذه المشاعر ونتحكم فيها علينا أن ندرك عدة نقاط إذا أدركناها بوضوح وفهمناها وطبقاناها بعمق فسيسهل علينا السيطرة على غضبنا والتحكم فيه :تدريب أول نتأمل الآيات :" وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ (134) " آل عمران - بعد التأمل علينا أن نسأل هل قرأناها جيداً ؟ وهل انتهينا منها ؟ هل عزمنا حقاً على تطبيقها من الآن ؟ فإذا كنت قد عزمت على تطبيقها فأقول لك . مبارك عليك فقد أصبحت بتطبيقك للآية الثانية من المحسنين .تدريب ثانٍ :لنتأمل أيضا قوله تعالى : " وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ (37)" الشورى. ولنعرف أن لله تعالى صفات من الجمال وصفات من الجلال ، والمغفرة هلي صفة من صفات جمال الله عز وجل ، ونحن مطالبون بالتحلي بصفات جمال الله تعالى والتخلق بها ، ولنعرف أننا حينما نشعر بالغضب ونتمالك أنفسنا ونغفر لمن أساء لنا ونحسن إليهم أننا قد بدأنا في حمل أنفسنا على أن تتصف بصفة من صفات جمال الله عز وجل وهي المغفرة .وأننا حين نتمالك أنفسنا عند الغضب نكسب أكبر المفاتيح التي تساعدنا على كسب قلوب الآخرين ، قال تعالى : " وَلاَ تَسْتَوِي الحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) ".فصلتتدريب ثالث :إذا نظرنا إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فسنجد الكثير من الآثار تحثنا على كظم الغيظ وتمالك النفس عند الغضب من ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ما تجرع عبد جرعة أفضل عند الله تعالى من جرعة غيظ يكظمها ابتغاء وجه الله تعالى ".وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم لأحد الصحابة عندما جاءه يسأله عن الجنة فقال له :" لا تغضب ولك الجنة ".وبعد : هل فكر ؟ هل اتخذت القرار؟ أم إنك لازلت متردداً؟تدريب آخر :لنترككم مع هذه القصة ؛ لتقرروا بعدها .جاء أحد الأعراب لأمير من الأمراء قائلاً له :أتذكر إذ لحافك جلد شاة وإذ نَعلاك من جلد البعيرفقال الأمير : نعم . أذكر ذلك ولا أنساه .الأعرابي : فسبحان الذي أعطاك ملكاً وعلمك الجلوس على السريرالأمير: سبحانه وتعالى يعز من يشاء ويذل من يشاء.الأعرابي : فلست مُسَلماً إن عشت دهراً على مَعنٍصالأمير: يا أخ العرب ،السلام سنة وشأنك في الأمر .الأعرابي: سأرحل عن بلاد أنت فيها ولو جار الزمان على الفقيرالأمير: يا أخ العرب ، إن جاورتنا فمرحباً بك ، وإن رحلت فمصحوباً بالسلامة .الأعرابي : يناديه بعكس اسمه فجد لي يابن ناقصة بشئ فإني قد عزمت على المسيرالأمير: أعطوه ألف دينار يستعين بها على سفره .الأعرابي: قليل ما أتيت به وإني لأطمع منك بالمال الكثيرالأمير: أعطوه ألفاً آخر .الأعرابي: سألت الله أن يبقيك ذخراً فمالك في البرية من نظيرفأعطاه الأمير ألفاً آخر ، فقال الأعرابي : يا أمير ، ما جئت إلا مختبراً حلمك ؛ لما بلغني عنه فلقد جمع الله فيك ما لو قسم على أهل الأرض لكفاكم.فقال الأمير يا غلام. كم أعطيته على نظمه الشعر ؟ قال ثلاثة آلاف. فقال : أعطه على نثره مثلها . |
| |
|